لقد أنهيت للتو قراءة كتاب " الليبي" . وهي قصة رائعة تحكي مذكرات سيدة أمريكية تزوجت من سياسي ليبي في الفترة اﻷولى من حكم القذافي. لقد أخذتني القصة في رحلة إلى حقبة من تاريخ ليبيا عشتها لكني لم أعيها جيدا لصغر سني في ذلك الوقت..فترة طفولتي المبكرة ؛ لطالما سمعت أبي وأقاربي يتحدثون عنها. انتابني شعور رائع وأنا أقرأ " الليبي " وكأني عدت ﻷعيش في ذلك الزمن البعيد أعيش يوما بيوم مع أحداث القصة وشخصياتها الجميلة تأثرت كثيرا بالناس الطيبين وكأن ' إبراهيم' هو سيدي (جدي) أنا و'رقية' حناي (جدتي) أنا ؛فهما تقريبا يشبهان كل جد وجدة ليبيين.. والعائلة كلها كأنها كل عائلة ليبية أصيلة. رأيت أيضا عراقة بﻻدي وعاداتها الجميلة وتقاليدها وطيبة أهلها وكيف أثرت في وجدان شابة مغتربة تركت بلدها بكل ما فيه من تقدم ورفاهية لتعيش في بلد لم تسمع عنه شئ قبل تعرفها بزوجها. إن القصة مكتوبة بطريقة سلسة وممتعة تجمع بين الرومانسية والدراما والتشويق وتجعلك متشوقا لمعرفة ماذا سيحدث ﻻحقا. وتظهر في القصة محبة الكاتبة للبلد ولأهلها. لقد دمعت عيناي وارتجف قلبي عدة مرات خﻻل القراءة ؛ تعاطفا مع أبطال القصة حينا وخوفا عليهم حينا آخر كما وتنفست معهم الصعداء أحيانا أخرى . شكرا ﻹستر ﻷنها جعلتني أرى بلدي وتراثه بعين مختلفة وشكرا على إحياء وتوثيق فترة من تاريخه .
لمياء المكي
كاتبة قصة "حكاية طرابلسية" من كتاب Translating Libya